بســــــــم الله
الرحمان الرحيـــم
والصلاة
والسلام على اشرف المرسلين
الأدب و الشعر
الفلسطيني
·
الأدب
الفلسطيني في القرن العشرين
·
الشعر
الفلسطيني في القرن العشرين
·
الفن
القصصي
·
الأدباء
الفلسطينيين
في العادة، يتخذ
النتاج الثقافي كدليل لا يقبل الشك على قياس
التوجهات المرحلية للشعوب، على الأخص حين تمر فترة
زمنية على هذا النتاج بحيث يعطى الفرصة ليبلور
عصراً ما، سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، وفي
الثقافات العالمية الكثير من الأمثلة التي تقود
إلى تدهور الأدب في حالة تدهور الوضع الاقتصادي أو
أي من أوضاع المجتمع الأخرى، على أن عوامل التغيير
الاجتماعية والسياسية كانت وما زالت هي العناصر
الأهم من بين المؤثرات الواقعة على الثقافة.
كانت فدوى
طوقان اشهر من عرف في عهد الانتداب من الشعراء
وكذلك أبو سلمى الذي استقر في دمشق، وقد تميزت
قصائد أبو سلمى بعد 48 باهتزاز الرؤية وفقدان
الثقة أما فدوى طوقان فقد تطورت بشكل مختلف فأغنت
الشعر العربي بالشعر الرشيق الذي يعبر عن اكتشاف
الأنثى لذاتها. وغير ذلك كان هناك توفيق صايغ يؤسس
للاتجاه الحداثي في الأدب العربي فنشر أول مجموعة
له من الشعر النثري بعنوان ثلاثون قصيدة ( 1953 )
وقام جبرا ابراهيم جبرا بترجمة كتاب "الغصن الذهبي
" لفريزر عام (1957) وبعد ذلك ظهرت "القصيدة ك"
ومعلقة توفيق صايغ " لتوفيق صايغ (1960-1963) على
التوالي وقد سادت في عقد الخمسينات الرغبة في
التجديد والتحرر من عقدة الذنب والرغبة في تحرير
العالم.
منذ مطلع الستينات من هذا
القرن حدث ما يمكن تسميته بالانفجار الشعري في
فلسطين. وما زالت دوائر هذا الانفجار تنداح
وتتسع مضيفة، في كل يوم أسماء جديدة وطعوما
جديدة إلى الشعر الفلسطيني.
وبدءا من هذه اللحظة، لحظة
الستينات، حدد الشعر الفلسطيني موقعة الملائم
على خارطة الشعر العربي، بعد أن كان قبل ذلك،
يقع على الأطراف غير مالك لما يكفي من القدرة
للتأثير على مسار هذا الشعر ومستقبله. وبدءا من
تلك اللحظة، أيضا، صار بالإمكان الحديث عن أجيال
متبلورة، تتمرد على بعضها وتخرج من بعضها وعن
تيارات ورؤى واتجاهات متصارعة.
وإذا كان لنا أن نحدد اسما
يرتبط به الانفجار المذكور، فإننا لن نجد غير
محمود درويش. فقد بدا أن كل ما قبله كان تمهيدا
له، وإرهاصا به، وأن كل ما بعده كان إما
استمرارا له، أو هروبا منه، أو تمردا عليه.
من أجل هذا فقد ركزت هذه
المختارات على الستينات وما بعدها، وإن لم تغفل
فكرتها أنها مختارات لقرن كامل من الشعر
الفلسطيني. لذا فأنت تجد مثلا، أن إبراهيم
طوقان، الشاعر المعروف، قد مثل بقصيدة واحدة
فقط، في حين أن شابا في أوائل أربعيناته مثل
بأكثر من ذلك بكثير. فالهدف كان إفساح المجال
أمام الأجيال الشابة لكي تتحدث، عبر نصوصها، عن
الأفق والطموح، وعن المتغيرات.
أعقب انفجار الستينات مرحلة
غرق فيها الشعر الفلسطيني، بحكم ظروف المواجهة
الطاحنة في طراز خاص من الشعر سمي فيما بعد بـ
"شعر المقاومة"، أو ما شابه من الأسماء.
وفي هذه المرحلة خلق
الانطباع العام السائد عن الشعر الفلسطيني الذي
مازال يحكم نظرة العديدين لهذا الشعر. غير أن
الثمانينات أحدثت انقلابا شاملا وعميقا في حركة
هذا الشعر. وقد أصاب هذا الانقلاب لهجة الشعر
وموضوعاته وأشكاله وآفاقه، وشارك في إحداثه أكثر
من جيل واحد.
أما الذين مازالوا أسرى نظرة
السبعينات إلى الشعر الفلسطيني فإنهم قد يعجزون
عن فهم هذا الشعر، وعن إدراك واقعه والتغيرات
العميقة التي ضربته. فالنهر الذي بدا وكأنه
ينطلق إلى مصبه دون انكسارات أو تعرجات، انقسم
إلى أنهر وسواق وجداول، وهدر بمائة وطينة في كل
اتجاه، موسعا ضفافة من حدود المحافظة إلى حدود
التجريب الفوضوي.
وقد أدى تشتت الشعراء
الفلسطينيين في العالم العربي، إلى منح شعرهم
نكهات وتأثيرات شتى جعلته قادرا على تجديد نفسه
وانتقادها، ومنعها من الانغلاق على الذات
والإعجاب بها.
يطوي الشعر الفلسطيني هذا
القرن وقد هيأ لنفسه أرضا ثابتة يستطيع أن يقف
عليها مواجها إشكالات القرن المقبل الذي جاء
صدور هذه المختارات - مصادفة - على حافته.
وتم ترتيب الشعراء في هذه
المطبوعة ترتيبا ألفبائيا، استنادا إلى الاسم
الأول للشاعر، لا الاسم الأخير.
السلام عليكم ورحمة
الله تعالى وبركاته